أصبح العالم مليئاً بأولئك الذين لا يستطيعون ترك هواتفهم الذكيّة بعيدة عنهم إلا لكي يتجرّع بعضاً من الجهد الكهربي ليواصل استعبادهم واستعباد أفكارهم وطموحاتهم ويستنزف أوقاتهم الغنيّة في شبابهم بل وحتى في طفولتهم قبل شبابهم، فاحذر عزيزي القاريء من ضياع وقتك فهو أثمن من أن يتم استنزافه هكذا ما بين هاتف ذكي ولعبة تستنذف العقل، فالدقائق تتلوها الساعات تمر ورائها السنوات وأنت في مكانك لم تتحرك ولم تتخذ خطوتك نحو تحقيق حلمك الذي تناشد به نفسك مراراً وتكراراً عبر شبكات التواصل الإجتماعي.
زادت أعداد المستخدمين للهواتف الذكيّة بكثرة ولأكون دقيقاً بعض الشيء يقضي الإنسان العادي منّا حوالي 23 يوماً من السنة أي بمتوسط 550 ساعة في السنة مستخدماً هاتفه الذكي أي حوالي 4 سنوات من عمر الإنسان تضيع هباء منثوراً في التحديق بشاشة الهاتف بنسبة 24% في تصفح الإنترنت والتطبيقات، يقول حوالي 57% من المستخدمين بأنهم لا يحتاجون لمنبّه وحوالي 50% لا يحتاجون لإرتداء ساعة يد لأنه يتم عرض الساعة عبر الهاتف.
سأسرد لك طرقاً بسيطة كي تقوم بالبعد شيئاً فشيئاً عن الهواتف الذكية وأي وسائل من شأنها عرقلة الوصول إلى حلمك والإستمتاع بوقت الفراغ في تعلّم شيء جديد أو مهارة تحتاجها أو ممارسة هواياتك المفضلة.
إيقاف وصول الإشعارات إليك
يعتبر منع وصول الإشعارات لك بكافة أنواعها من أولى الخطوات التي يجب أن يتخذها الفهيم والتي ستقلص من عدد الدقائق التي تضيعها في فحص الإشعارات الدورية والتي قد تتلخص في نصف ساعة فقط تصفّح، فقط حاول أن تعطّل وصولها إليك أو على الأقل التي لا لزوم لها، بالتأكيد ستلاحظ فرقاً كبيراً أو يمكنك بأقل المحاولات ان تكتم صوت الإشعارات كي تدرّب نفسك على عدم أهميتها.
اعلم كم من الوقت ينقضي أمام الهاتف، ستُصدم بالنتيجة!
هناك العديد من التطبيقات المتاحة عبر متاجر التطبيقات مع اختلاف منصات تحميل التطبيقات مثل تطبيق جودة الوقت على منصة أندرويد وتطبيق اللحظة على منصة IOS، التي يُمكنك استخدامها في متابعة الأوقات التي يستنزفها هاتفك من حياتك يوماً بعد يوم ومراقبة استخدامك اليومي بالساعات والدقائق اليومية، يُمكنك بهذه التطبيقات تحفيز نفسك لتقليل استخدامك للهواتف الذكية يوماً بعد يوم وستفرح بالتأكيد في حالة تقليل عدد الدقائق المستخدمة يومياً، لكن إذا كنت تريد النجاح بالفعل لا رؤيته من بعيد.
قم بتحديد أوقات خالية من الهواتف الذكية
يكاد يكون الهاتف أمر غير ضروري في حياتي اليومية على الرغم من ارتباطي به كثيراً لأعمال أو ما شابه ذلك لكن لا أولي له اهتماماً كبيراً فقد يضيع الوقت فقط في بحثي عن مكان تواجده أهو أسفل سريري أم تحت وسادتي أم أين؟ بالطبع مع وضعه في نمط الصامت بشكل دائم فأنا أعاني كثيراً من الوصول إليه، لكن هذا ما أراه أفضل بالنسبة إلي لتقليل عدد اللحظات التي أقضيها ممسكاً إياه متصفحاً الشبكات الإجتماعية، والتي وصلت إلى حالات إدمان وكثُرت أثناء التواجد بالحمام، لذا فوضع هاتفك في نمط الطيران قد يكون وسيلة عملية للبقاء بعيداً عنه أوقات كثيرة بحيث لا تحتاج إلى التحقق منه.
تجنّب استخدام هاتفك كمنبّه
ابعد عن استخدام هاتفك كأداة تنبيه في أي وقت وابحث عن منبه تقليدي لتنبيهك وإيقاظك من النوم كما كنت تفعل من قبل، من الأفضل ألّا تأخذ هاتفك إلى غرفة النوم، وذلك للقضاء على عادة النظر غلى الهاتف قبل النوم مباشرة وهي عادة عند الكثيرين، أو تفقده أثناء نهوضك من الفراش.
نحن لا نبحث عن البعد التام عن الهاتف، لكننا نريد أن تتفقد الحياة مرة أخرى وتبحث عمّا يُلهمك وتعلّم أشياء جديدة.
حاول أن يكون هناك فواصل غير تقنية
وفقاً للدكتور لاري روزن، الخبير في علم النفس المصاحب للتقنية، هناك طريقة سهلة وبسيطة لتدريب نفسك تدريجياً على البعد عن هاتفك وأي وسيلة تقنية أخرى من خلال نظرة في دقيقة واحدة على جميع حساباتك وأشكال الإتصال بما في ذلك الرسائل، المكالمات والحسابات الإجتماعية ثم إيقاف تشغيل الهاتف، وضبط المنبه لفترة من الوقت بعيداً عنه ووضع الهاتف رأساً على عقب للإفراج عن بعض التوتر والقلق المصاحب للهاجس الذي يجعلك تستخدم الهاتف كل ثانية، بالتدريج ستحصل على نتيجة مبهرة، من المحبذ أن تُعلم الجميع بذلك فهم سيعينوك على ذلك.
بهذه الخطوات البسيطة قد تستطيع البعد عن هاتفك أو جهازك التقني بشكل تدريجي ساعة بعد ساعة ويوماً بعد يوم وهذا ما يوفر لك وقت كبير جداً لتعلّم كل ما هو جديد من مهارات ولغات وأدوات تساعدك في عملك.